72 ساعة قبل موقعة الخرطوم

* المصري يظهر في الشدائد ويحقق المستحيل في كل أزمة يتأكد معدن المصريين الذين يهوون الانتصار علي كل المواقف وعلي كل المنافسين.. ولقاء الجزائر كان التحدي بعينه. التحدي ضد خصم يتصدر قمة المجموعة بفارق النقاط والأهداف. التحدي ضد شقيق عربي. وما أصعب أن تلتقي في تنافس شريف ضد شقيق. تماماً مثل لاعب الملاكمة الذي تجبره الظروف أن يواجه شقيقه التوءم فوق حلقة الملاكمة ولابد من فائز فيلعب البطل بطريقة.. ياروح ما بعدك روح!!
ومنتخبنا لعب بروح عالية. باصرار علي الفوز. بقدرة ومقدرة عالية تعكس روح المصري علي تحقيق الفوز والوصول إلي المونديال.
ولما لا؟! ففريقنا هو بطل افريقيا لمرتين متتاليتين وهو فريق النجوم الكبار أصحاب المواهب والخبرة. وهو الفريق الذي يلعب علي أرضه ووسط جماهيره التي تهز الجبال بندائها المعروف مصر.. مصر.. تحيا مصر!!
منتخبنا يملك من الروح والإصرار ما يضمن له الفوز في اللقاء الحاسم بالسودان الشقيق. سيشعر منتخبنا انه يلعب علي أرضه ووسط جماهيره في الخرطوم عاصمة وادي النيل الثانية مع القاهرة.. ما يثير ويوفر الطمأنينة.. ان جمهور السودان يعشق الكرة المصرية. ينتمي للأهلي والزمالك مثل انتمائه للهلال والمريخ.. يعرف كل لاعبي منتخب مصر عن ظهر قلب. جمهور ذواق يحب الكرة النظيفة. وأتعجب مما يثار في بعض الصحف الجزائرية حول إقامة المباراة في السودان الشقيق رغم ان الاتحاد الدولي هو صاحب القرار النهائي. هو الذي ينظم اللقاء الفاصل والحاسم الذي ينتظره العالم كله باعتبار الفائز سيصل إلي كأس العالم.. بعد أن انتهت المباريات وتحددت أسماء الصاعدين في كل القارات.
* ومنتخب مصر استحق الفوز ويستحق التأهل لأنه الأعلي خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وهذا لا يقلل أبداً من مستوي وقيمة وامكانات الإخوة الجزائريين.. الفريق القوي المحترم الذي يضم 16 محترفاً في الدوريات الأوروبية... الفريق الذي تصدر المجموعة من البداية. لكن النهاية ستختلف وتتغير بعد أن توجهت الدفة ناحية المنتخب الوطني الذي أبلي بلاء حسناً.. فأجاد وتألق وفاز وعوض فارق الهدفين. ليبدأ الفريقان المشوار من البداية حتي النهاية في الخرطوم.. المدينة التي ستشهد مولد آخر أسماء الدول المشاركة في مونديال جنوب افريقيا.. وبمشيئة الله ستكون مصر هي المؤهلة.. لأنها الأحق بهذا التأهل بعد مرور عشرين عاماً علي آخر مشاركة مونديالية في إيطاليا.
والتاريخ سيشهد للاعبي مصر انهم الجيل الذهبي الذي يحقق ما لم يحققه غيرهم من الأجيال السابقة.. لأنهم فازوا بكأسين متتاليين للأمم وهذا ما لم يحدث من قبل.. ولو صعدوا لكأس العالم سيجمعون الحسنيين.. في كأس العالم وكأس الأمم الافريقية.
ومنتخب مصر سيكتمل في اللقاء القادم بعد عودة حسني عبدربه الذي جلس احتياطياً بسبب الاصابة في معركة استاد القاهرة.. ووائل جمعة الذي غاب بسبب الإيقاف.
والاثنان قوة دافعة جبارة للفريق ووجودهما يثير الطمأنينة لدي الآخرين. ولدي الجماهير أيضاً.. لكن كل الخوف أن تكون تلك الاحتفالات التي بدأت في القاهرة عاملاً معاكساً قبل اللقاء القادم الحاسم بالخرطوم.. لذلك يجب التركيز خلال اليومين القادمين.
لابد أن يعرف اللاعبون جميعا ان المنافسة مستمرة وأن هناك مباراة أخري تحدد المصير علي أرض محايدة. ولابد أن يشعر اللاعبون بأنهم سيبدأون التصفيات الآن من جديد. لكنها التصفيات المونديالية التي تقام من شوط واحد في السودان.
يجب أن يعرف الإعلام المصري أن المسابقة مستمرة ولم تنته... وأن الفائز مستمر ليصل إلي المونديال وأن الأفراح والليالي الملاح التي تقيمها القنوات الفضائية وانعكس علي الجماهير في الشارع لن تحقق أملنا في الصعود. مطلوب التركيز في اللقاء القادم. وأحسن شحاتة عندما قرر السفر فوراً إلي السودان حتي يبتعد عن التوتر والضغوط الإعلامية. يريد أن تكتمل المنظومة التي تعدلت أمام زامبيا ثم القاهرة.. وجاء الدور ليكون التأهل من الخرطوم عاصمة وادي النيل مع القاهرة.. ولا أظن أن الضغوط الإعلامية التي سيمارسها الإعلام الجزائري علي السودانيين ستحقق نتيجة. فأنا أتوقع ان يحولوا دفة الهجوم عن مصر.. إلي السودان من باب الإرهاب الإعلامي وكأن الجمهور السوداني سيلعب المباراة ضدهم.
نريدها مباراة نظيفة. ونحن الآن الذين نطلب رسمياً من الاتحاد الدولي ضرورة حماية اللاعبين المصريين. وأخشي أن يقولوا إن المصريين حطموا أتوبيس الجزائر هناك.. فكل شيء وارد ماداموا يظنون ان البطولات تتحقق بالصاق الاتهامات للآخرين الشرفاء!!
نريدها مباراة نظيفة بين الأشقاء علي أرض شقيقة. نريد أن نقدم عرضاً يليق باسم الكرة المصرية الجزائرية التي ستمثلنا احداها في المونديال فالعيب والله أن نذهب آلاف الكيلو مترات.. لنقدم هناك فواصل من الردح حول الإقامة أو المشاكل في التدريب في بلد شقيق. ليت كل اللاعبين يعرفون أن أنظار العالم مسلطة عليهم في هذا اللقاء الذي نتمني أن ينتهي بصعود مصر للمونديال الجنوب افريقي.