قبل أن تجيب بنعم أو لا عليك أن تفكر جيدا، فهذا ليس بسؤال سهل، وقد تجرك الإجابة عليه إلى أسئلة أخرى معقدة ومتعبة.
عندما نتحدث عن "المواجهة" وعندما نستخدم هذه اللفظة فإن ما يخطر على بالنا هو وجود طرف آخر نواجهه، وهذا الطرف قد يتمثل في شخص (عدو أو صديق) رأي أو فكرة (نختلف أو نتفق معها) أو حتى فريق في لعبة رياضية نتنافس معه بحثا عن الميداليات الذهبية أو الكروت الحمراء والصفراء. وأسهل المواجهات هي تلك التي تعرف فيها من هو على الطرف الآخر، تعرف إمكانياته وقدارته وطريقة عمله ونقاط ضعفه، وبالطبع تعرف أسباب المواجهة لذلك فإنك تستعد جيدا لها.
لم نجب عن السؤال، هل أنت ممن لديهم القدرة على المواجهة؟ هل أنت من هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالصراحة والوضوح والرغبة في مواجهة الآخرين عندما يستدعي الأمر ذلك؟ أو أنت من الذين يفضلون الابتعاد والاختفاء عن كل المواقف التي تضعهم تحت الضوء أو قريبا من الآخرين؟ وإذا كنت ممن يحبون المواجهة هل أنت من هؤلاء الذين يمارسونها بشكل يومي بدون أسباب هل أنت من هؤلاء الذين يبالغون في المواجهات حتى لا يصبح لها معنى ولا داع؟ أنت أدرى بنفسك لذلك سأتركك مع الإجابة.
ولننتقل إلى صفات "المواجهين" فهؤلاء يفضلون أن يقولوا أنك ضايقتهم أو أزعجتهم بكلمة قلتها أو تصرف فعلته بدلا من أن يتجاوزوا ذلك، مثال بسيط من علاقاتنا الانسانية لذلك تجدهم يفضلون الصراحة يفضلون الطرق والوسائل الواضحة بدلا من الوسائل الديبلوماسية، هكذا هي نظرتهم لأنفسهم وقد تكون نظرتنا لهم مختلفة، قد نصفهم بالحماقة بالتسرع بعدم تقدير عواقب الأمور، قد نصفهم بصفات كثيرة، ونحن في النهاية نحب أن نطلق أحكاما قد تكون متسرعة أو منحازة مثلنا مثل الكثيرين.
لنعيد السؤال؛ كيف تصنف نفسك؟ من أي البشر أنت؟ هل أنت من هؤلاء الذين لا يخشون المواجهة أم أنك من الآخرين المترددين؟ ها قد وضعت السؤال بصورة مستفزة حتى نجيب كلنا بنعم، فلا أحد منا يريد أو يوصف بالانهزامية أو التردد!
وهذا يجرنا للسؤال الأهم؛ هل لديك القدرة على مواجهة نفسك؟ هل لديد الرغبة على أن تكون أنت الطرف والطرف الآخر؟ هل تملك من الموضوعية والمصداقية الذاتية ما يؤهلك لأن تزيل الأقنعة عن وجهك وأن تكون صريحا مع نفسك؟ إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة بنعم.. فإنك قادر على الإجابة بنعم على السؤال في بداية المقال!