وجه جميل ...
طاف فى عينى قليلا .. واستدار
فأراه كالعشب المسافر
فى جبين الأرض يزهو فى اخضرار
وتمر أقدام السنين عليه .. يخبو
ثم يسقط فى اصفرار
كم عشت اجرى خلفه
رغم العواصف والشواطء والقفار
هل آن للحلم المسافر أن يكف عن الدوار
يا سندباد العصر ... ارجع
لم يعد فى الحب شيئا غير هذا الانتحار
ارجع ... فإن الأرض شاخت
والسنين الخضر يأكلها البوار
ارجع ... فإن شواطئ الأحلام
أضناها صراخ الموج من عفن البحار
هل آن للقلب الذى عشق الرحيل
بأن ينام دقيقة مثل .. الصغار ..!
هل آن للوجه الذى صلبوه فوق قناعه عمرا
بأن يلقى القناع المستعار ..!
* * *
وجه جميل ...
طاف فى عينى قليلا .. واستدار
كان الوداع يطل من رأسى
وفى العينين ساعات تدق
وألف صوت للقطار
ويلى من الوجه البرئ
يغوص فى قلبى فيؤلمنى القرار
لم لا أسافر ...
بعد أن ضاقت بى الشطآن وابتعد المزار ..!
يا أيها الوجه الذى أدمى فؤادى
أى شىء فيك يغرينى بهذا الانتظار ..!
مازال يسكرنى شعاعك
رغم أن الضوء فى عينى نار
أجرى فألمح ألف ظل فى خطاى
فكيف أنجو الآن من هذا الحصار ..!
لم لا أسافر ...
ألف أرض تحتوينى
ألف متكأ .. ودار
أنا لا أرى شيئا أمامى
غير اشياء تطاردها العواصف والغبار
كم ظل يخدعنى بريق الصبح فى عينيك ...
كنت ابيع أيامى ويحملنى
الدمار إلى دمار ...
قلبى الذى علمته يوما جنون العشق
علمنى هموم الإنكسار
كانت هزائمه على الأطلال
تحكى قصة القلب الذى
عشق الرحيل مع النهار
ورأيته نجما طريدا
فى سماء الكون يبحث عن مدار
يا سندباد العصر
عهد الحب ولى
لن ترى فى القفر لؤلؤة ...
ولن تجد المحار ..
* * *
وجه جميل ...
طاف فى عينى قليلا .. واستدار
ومضيت أجرى خلفه ..
فوجدت وجهى فى الجدار ..!