ابيات قالها ابو القاسم الشابى.......خلدتها كتب التاريخ.....لانها وباختصار...تحمل فى طياتها ....كل التاريخ.... فكم من امم سقطت واندثرت.......وكم من امم مع العزيمه والايمان....
صعدت للعلى......الى القمم....قمم الجبال..إذا الـشـعـب يـومــاً اراد الـحـيــاة
فـــلا بـــد أن يستـجـيـب الــقــدر
ولا بـــــد لــلــيــل أن يـنـجــلــي
ولا بـــــد لـلـقـيــد أن يـنـكــســر
ومـن لـم يعانقـه شــوق الحـيـاة
تـبـخـر فـــي جــوهــا ، وانــدثــر
فويـل لـمـن لــم تشـقـه الحـيـاة
مــن صـفـعـة الـعــدم المنـتـصـر
كـذلــك قـالــت لــــي الـكـائـنـات
وحـدّثـنــي روحــهــا الـمـسـتـتـر
ودمـدمـت الـريـح بـيــن الـفِـجـاج
وفــوق الجـبـال وتـحـت الـشـجـر
إذا مـــا طـمـحـت إلــــى غــايــة
ركـبـت المـنـى ونسـيـت الـحــذر
ولـــم أتـجـنـب وعـــور الـشـعـاب
ولا كـــبٌــــةَ اللهب الـمـسـتــعــر
ومــن لا يـحـب صـعــود الـجـبـال
يـعـش ابــد الـدهـر بـيـن الـحـفـر
فعـجّـت بقلـبـي دمــاء الـشـبـاب
وضـجــت بـصــدري ريـــاح أٌخـــر
وأطرقـت أصغـي لقصـف الرعـود
وعــزف الـريـاح ، ووقـــع الـمـطـر
وقــال لــي الأرض لـمـا سـألـت:
أيــا أم هـــل تكـرهـيـن الـبـشـر؟
ابــارك فيالـنـاس أهــل الطـمـوح
ومـــن يسـتـلـذ ركـــوب الـخـطـر
وألعـن مــن لا يمـاشـي الـزمـان
ويقـنـع بالعـيـش عـيـش الـحـجـر
هــو الـكـون حــي يـحـب الحـيـاة
ويحـتـقـر الـمـيـت مـهـمــا كــبــر
فـلا الأفـق يحضـن ميـت الطيـور
ولا النـحـل يـلـثـم مـيــت الـزهــر
ولـــولا أمـومــة قـلـبـي الــــرؤم
لمـا ضـمـت المـيـت تـلـك الحـفـر
فويـل لـمـن لــم تشـقـه الحـيـاة
مـــن لـعـنـة الـعــدم المتـتـصـر
وفـي ليلـة مـن ليـالـي الخـريـف
مـثـقـلّـة بــالأســـى والـضــجــر
سكـرت بهـا مــن ضـيـاء النـجـوم
وغنـيّـت لـلـحـزن حـتــى سـكــر
سألت الدجـى: هـل تعيـد الحيـاة
لــمــا أذبـلـتــه ربــيــع الـعـمــر؟
فـلــم تتـكـلـم شـفــاه الــظــلام
ولـــم تـتـرنـم عـــذارى الـسـحــرّ
وقــال لــي الـغــاب فـــي رقـــة
محـبـبـةٍ مــثــل خــفــق الــوتــر
يجـيء الشـتـاء ، شـتـاء الضـبـاب
شـتـاء الثـلـوج ، شـتــاء الـمـطـر
فينطفىء السحر ، سحر الغصون
وسـحـر الـزهـور وسـحـر الـثـمـر
وسحـر المسـا الشـجـي الـوديـع
وسحرالـمـروج الشـهـي الـعـطـر
وتــهــوي الـغـصــون واوراقــهـــا
وأزهـــار عــهــدٍ حـبـيــبٍ نــضــر
وتلهـو بـهـا الـريـح فــي كــل وادٍ
ويـدفـهـا الـسـيـل ، أنـــى عــبــر
ويفـنـى الجـمـيـع كـحـلـم بـديــع
تــألــق فــــي مـهـجــةٍ وانــدثــر
وتبـقـى الـبــذور الـتــي حـمـلّـت
ذخـيــرة عـمــرٍ جمـيـلـس غـبــر
وذكـرى فصـول ٍ ، ورؤيــا حـيـاةٍ
واشـبــاح دنـيــا تـلاشــت زمــــر
معانـقـةً وهــي تـحـت الـضـبـاب
وتـحــت الـثـلـوج وتـحــت الـمــدر
لطـيـف الـحـيـاة الـــذي لا يـمــل
وقـلـب الربـيـع الـشـذي الـخـضـر
وحـالــمــة بـأغــانــي الـطــيــور
وعـطـر الـزهــور وطـعــم الـثـمـر
ومـــا هـــو إلا كـخـفـق الـجـنــاح
حـتــى نـمــا شـوقـهـا وانـتـصــر
فـصـدّعـت الأرض مـــن فـوقـهـا
وأبـصـرت الـكـون عــذب الـصــور
وجــــــاء الــربــيـــع بـأنــغــامــه
وأحــلامـــه وصـــبـــاه الــعــطــر
وقبـلّـهـا قـبــلاً فــــي الـشـفــاه
تعـيـد الشـبـاب الــذي قــد غـبــر
وقـــال لــهــا: مٌـنِـحــت الـحـيــاة
وخـلّـدت فــي نـسـلـك الـمـدّخـر
وبــاركــك الــنــور فاسـتـقـبـلـي
شـبـاب الحـيـاة وخـصـب الـعـمـر
ومـــن تـعـبــد الــنــور أحــلامــه
يـبـاركــه الــنــور أنــــى ظــهـــر
إلـيــك الـفـضـاء ، إلـيــك الـضـيـاء
إلـيـك الـثـرى الـحـالـم الـمـزدهـر
إلـيــك الـجـمـال الــــذي لايـبـيــد
إلـيـك الـوجـود الـرحـيـب الـنـضـر
فميدي كما شئتِ فـوق الحقـول
بـحـلـو الـثـمـار وغــــض الــزهــر
وناجـي النسيـم وناجـي الغـيـوم
ونـاجـي النـجـوم ونـاجـي القـمـر
ونــاجــي الـحــيــاة وأشـواقــهــا
وفـتـنـة هـــذا الــوجــود الأغــــر
وشف الدجى عن جمـال عميـقٍ
يـشـب الخـيـال ويـذكــي الـفـكـر
ومـد علـى الكـون سـحـر غـريـب
يــصــرّفــه ســـاحـــر مــقــتــدر
وضـاءت شمـوع النجـوم الـوضـاء
وضـــاع الـبـخـور بـخــور الــزهــر
ورفـــرف روح غــريــب الـجـمــال
بأجـنـحـة مــــن ضــيــاء الـقـمــر
ورن نـشـيـد الـحـيـاة الـمـقــدّس
فــي هيـكـل حـالـمٍ قــد سـحــر
واعلـن فــي الـكـون أن الطـمـوح
لـهـيــب الـحـيــاة وروح الـظــفــر
إذا طـمـحـت للـحـيـاة الـنـفــوس
فــلا بـــد أن يستـجـيـب الـقــدر