لو كان الزمالك احتفظ بهنري ميشيل مديرا فنيا لخسرت القمة معناها، لكن تعيين حسام حسن أشعل مباراة الأهلي وجعل لها حوارا، المنتصر فيه يحقق مكاسبا لا حصر لها.
فحسام أضاء مجددا آمال الزمالك بعكس ما كان سيحدث مع أي قرار آخر يتخذه مجلس إدارة النادي الأبيض، وذلك لأن العميد يملك الجديد الذي لم يره اللاعبون مع الآخرين.
هنري ميشيل وديكاستل وهولمان وكرول من الأجانب، ورمزي ورفعت وحلمي ويحيى وسعد من المصريين، كلهم لم ينجحوا في التأثير على اللاعبين، ولا استفزازهم للنجاح.
والمشكلة لم تكن في الحماس أو الانتماء، بل في الشخصية والصلاحيات .. كل أجنبي عمل معه مصري يتدخل في اختصاصاته .. وحتى حين حاول النادي منح ميشيل سلطات مطلقة لم يجد حلا سوى تعيين جهاز معاون ضعيف الشخصية والقدرات الفنية.
من أتوا الزمالك "مدربين" وليسوا "مديرين فنيين"، المجلس تدخل في عملهم سواء بعلاقاته الشخصية مع اللاعبين، أو بتقسيم المهام على الجهاز الفني بمسميات وهمية.
أما حسام شخصيته كاسحة لن تقبل التدخل في عمله، كما أنه كقائد احتاجه الفريق الذي فقد الإيمان بميشيل ولم يعتبره عالميا مثلما كان ينظر له مجلس إدارة النادي.
والآن لنعود إلى المباراة .. ترتيب الزمالك جعل للقمة أهمية تتعلق بالنقاط، بخلاف ما تمنحه من دفعة لـ"مشروع العميد"، وطبعا المباراة هامة للأهلي الذي ينافس على القمة.
مفاتيح حسام
خلق حسام حسن مفتاحي لعب في الزمالك خلال أيام قليلة هما حازم إمام وشيكابالا، والأخير تحديدا يعكس وعيا مميزا للعميد على المستوى الخططي.
فمشكلة الزمالك الهجومية منذ بداية الموسم كانت غياب الكثافة الهجومية للفريق، فحاول المدربون تعديل ذلك بتحوير اسلوب اللعب لـ4-4-2، ثم لـ4-5-1، وفشلوا.
كما حاولوا اللعب بارتكاز واحد أو دون ظهير وأيضا فشلوا، السبب أن المشكلة كانت في شيكابالا، لأنه لا يجيد دور صانع اللعب، خاصة حين يكون فريقه غير متوازن.
شيكابالا يفضل الاحتفاظ بالكرة، وحين طالبوه بربط الوسط بالهجوم كان ينطلق محاولا المراوغة في عمق الملعب ولمساحات طويلة، وطبيعي كان يفقد الكرة.
أما حسام جعل شيكابالا مع تطور الهجمات يتحول للجناح، وهناك برزت ملكات اللاعب المهاري السريع، والنتيجة حصد الزمالك عرضيات وركلة جزاء أمام الحدود.
وبالتأكيد سيتكرر ذلك أمام الأهلي، بل وفي وجود ميدو الذي مهما كانت حالته سيكون أفضل من شريف أشرف، والشق الثاني في هجوم الزمالك يتعلق بحازم إمام.
أزمة حازم إمام مؤخرا أنه بات معروفا للمنافسين اللذين يستعدون له بكثافة عددية في الجناح، ولذا حاول العميد تقليل عدد من يواجه الظهير الأيمن للزمالك بلعبة خططية.
فكون شيكا يتحرك على الجناح الأيسر، لم يحتج العميد ظهيرا أعسرا يتقدم كثيرا، ولذا استغل أحمد مجدي في التمرير الطويل لإمام وهو منطلق، ما فتح جبهة أخرى للزمالك.
أما عيب الزمالك الذي لم يعالجه حسام يتعلق بافتقار الفريق الأبيض لمن يستعيد الكرة في وسط الملعب من الخصم، وحسن مصطفى للآن غائب عن الوعي.
وهذه المشكلة تتسبب في وجود كثافة عددية لخصم الزمالك أمام خط الدفاع، الذي وإن تميز بالسرعة عابه فقدان التفاهم.
ولذا يحتاج العميد لوضع إبراهيم أيو كارتكاز بدلا من إبراهيم صلاح، مع تقدم الدفاع للأمام لتقل المساحة التي يغطيها حسن مصطفى، مع إعادة هاني سعيد للخط الخلفي.
مفاتيح الأهلي
قدرات الأهلي وإجادته 4-4-2 تجعل مهمة مدربه حسام البدري هي إيقاف مفاتيح الزمالك، لأن الشياطين وقتها يتفرغون للهجوم، وغالبا ما ينجح الفريق في التسجيل.
لكن مشكلة البدري في الغيابات الكثيرة التي قد تجبره على تشكيل لا يتناسب مع الزمالك مثل مشاركة أحمد علي كظهير أيمن وهو أضعف من شيكابالا دفاعيا.
فغياب بركات وأبو تريكة يجبر البدري على استخدام أحمد حسن كصانع لعب، وبالتالي لا يوجد من يشارك عاشور سوى أحمد فتحي، فتكون النتيجة تواجد عادل كظهير.
والأفضل للأهلي أن يشارك فتحي ظهيرا مهما كانت التضحيات، حتى يقتل ميزة تحرك شيكابالا على اليسار، ويحرم الزمالك من أهم أسلحته، والتي تمول ميدو كذلك.
لكن وقتها يكون أمام البدري مغامرة، إما الاعتماد على أحمد حسن كارتكاز فيتولى صناعة اللعب أسماء متوسطة مثل فضل وشكري والمحمدي وطلعت أو العجيزي.
أو الدفع بحسن كصانع لعب، فيصبح ثنائي الارتكاز متوسط القدرة هجوميا وربما دفاعيا كذلك لو كان عاشور في غير حالته، أو لم يستعد فاروق وشبيطة للقمة نفسيا.
رأيي أن يشارك حسن كصانع لعب لأن الأهلي بحاجة لإقلاق راحة الزمالك الدفاعية، حتى يحرم الفريق الأبيض من تطوير لعبه الهجومي مع مرور وقت المباراة.
وذلك مع تحول الصقر للارتكاز الدفاعي إن تقدم فريقه في النتيجة أو شعر بتفوق الزمالك في الأداء.
وضروري كذلك اهتمام الارتكاز الذي يجاور عاشور برقابة حازم إمام، حتى لا يتكرر ما حدث في القمة الماضية حين تفوق الأخير على جيلبرتو الذي لعب دون مساندة.
فوجود فتحي وعبد الله فاروق (شبيطة) سيحرم شيكابالا وحازم إمام من الكرة مبكرا، وقتها يحصل باقي الأهلي على حريته الهجومية، ويجعل الزمالك تحت الضغط.
أخيرا، لا يجب أن تؤثر نتيجة المباراة في ثقة جمهور الزمالك بحسام حسن، لكن على العميد كذلك إثبات قدرته على خوض المواجهات الكبرى، وإشهار بعض من قدراته الفنية للعيان.