[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا يمكن إصدار حكم مطلق على تجربة حسام حسن مع الزمالك، لكن بصمات العميد الأولى تعد بإمكانية عودة القلعة البيضاء لسابق عهدها تحت قيادته.
فمنذ مطلع 2008/2009 لم يفز الزمالك في ثلاث مباريات متتالية، ومنذ 2006/2007 لم يخض ثلاث مباريات متتالية دون أن تهتز شباكه، حتى جاء حسن.
حسن أثبت أن مشكلة الزمالك كانت في مدربه، في شخصيته، ومدى قدرته على قيادة الفريق وتحكمه في كافة الأمور على عكس المدربين الأجانب ومساعديهم أصحاب الصلاحيات الفنية.
العميد أول مدير فني للزمالك منذ عهد بعيد يملك ثلاث صفات، يعرف إمكانات اللاعبين دون حاجة لوقت أو تجربة، يجيد الإدارة في المباريات، ويملك شخصية كاسحة يخشاها الفريق ويحترمها.
طبعا الزمن وحده كفيل بتأكيد ما إذا كان حسن قادر على التعامل مع اللاعبين بذات النجاح أم لا، ولكني بدأت أثق في امتلاك العميد أدوات رائعة فيما يتعلق بالنواحي الخططية.
بداية هناك بعض الفنيات التي ظهرت بفضل قوة شخصية العميد، وأبرزها مثلا الانضباط الخططي في صناعة اللعب بالزمالك.
فقبل حسام حسن، كان الثنائي المهاري حازم إمام وشيكابالا مثلا يحاول المراوغة في كل فرصة تتاح له، حتى حين يتحرك زميل لأحده كان يتجاهله ويواصل التلاعب الفاشل بمنافسه.
لكن مع حسام في مباراة المنصورة لفت نظري أن حازم إمام مرر الكرة لغانم سلطان في كل مرة تقدم الظهير الأيمن ليصنع محطة لرفيقه Overlap، ولم يستعرض إلا حين لم يجد معاونة.
وبخلاف ما غرسه العميد في شخصية لاعبي الزمالك، هناك العديد من الأفكار الفنية التي نفذها حسام حسن وبفضلها تحسن فريقه في ثلاثة أسابيع فقط.
تثبيت التشكيل
أصبح تشكيل الزمالك تحت قيادة حسام حسن معروف بنسبة 80%، ويغير العميد في لاعبين تقريبا مع كل مباراة بحسب الاحتياجات فيما يتعلق بالمنافس، وتوافقا مع ظروف الفريق.
في عهد الفرنسي هنري ميشيل، كان الزمالك يدخل كل مباراة بتشكيل جديد، ما قلل كثيرا من تناغم اللاعبين، والأهم أن كل فرد أصبح غير مدرك لوظائفه في الخطة وكيفية التحرك مع رفاقه.
أما ثبات التشكيل الذي أعاده حسن للقلعة البيضاء فقد وضح أثره في تفاهم غانم سلطان مع حازم إمام، وإبراهيم صلاح مع حسن مصطفى، ومحمود فتح الله مع عمرو الصفتي.
التأمين الدفاعي
أبرز مشاكل الزمالك منذ بداية الموسم كانت تتعلق بفشل الفريق في الهجوم مع الحفاظ على خطه الخلفي آمنا.
فمحاولات ديكاستل وميشيل لخلق كثافة عددية أثناء الهجوم بتقليص أصحاب المهام الدفاعية في الوسط جعل كل هجمة مرتدة للخصم تنتهي بمواجهة فردية مع عبد الواحد السيد، ما غيره العميد.
فالعميد ثبت صلاح ومصطفى في وسط الملعب، وليعوض ضعف المردود الهجومي لثنائي الارتكاز قلل عدد المدافعين إلى 4 بسحب هاني سعيد، خاصة وأن الأخير يعيبه نقص السرعة.
وحتى لا يعاني الزمالك من مشكلة دون ليبرو، اعتمد حسن على محمود فتح الله كمحرك لخط الدفاع كونه يجيد قراءة اللعب، واستعان بظهيري جنب يتمتعان بحس دفاعي أعلى من الهجومي.
النظام الهجومي
في عهود ما قبل حسن، لم يكن لهجمات الزمالك نظام واضح، فالفريق يلعب كرته "بالبركة"، وكل لاعب يعرف مركزه لكن لا يعرف كيف يتحرك، وأين يتوقع مكان زميله ليربط معه اللعبة.
حسن غير ذلك، بل وبرؤيته الفنية عرف أن شيكابالا لا يجيد دور صانع الألعاب الثابت، فنقله إلى الجانب الأيسر، على أن يتبادل التحرك تحت المهاجمين مع حازم إمام.
بمعنى مثلا، حازم إمام على آخر الجبهة اليمنى، إذا غانم سلطان ثابت في الخلف دفاعيا وشيكابالا في العمق، والعكس فيما يتعلق بالناحية اليسرى.
بينما إن كان حازم إمام هو من يبدأ الهجوم، فإن أحمد غانم يتحرك خلفه ليشكلا ثنائيا على ظهير الخصم، فيما يتحول إبراهيم صلاح لسد المساحات الفراغة وراء سلطان، وهكذا.
هذا السيناريو الواضح للزمالك أعان اللاعبين كثيرا حتى بدأ كل واحد يحفظ تحركات زميله، ومع الوقت تطور الفريق وجدد من شكله.
هذا يفيد أيضا لو حدث وغاب أحد اللاعبين، فالبديل لن يحتاج للتعرف على رفاقه، بل هو يعلم تماما موقعه والمطلوب منه على مستوى الحرك، ما سهل مثلا انصهار شاب كبيدرو في برشلونة.
الكثافة الهجومية
للربط بين الوسط والهجوم اعتمد حسن بداية خمسة لاعبين في الوسط ومهاجم واحد، لأن شيكابالا وإمام كانا بحاجة للاعب يدعهما حتى يحصلان على الوقت ليدركان كيفية التحرك وتبادل الأدوار.
ثم طور حسن طريقة لعب الزمالك بعدما شرب شيكابالا وحازم إمام واجبات مركزهما، فاعتمد عليهما فقط، وأضاف مهاجما ثانيا للفريق.
وبالمناسبة، حاول ميشيل الاعتماد على جناحين هجوميين، لكنه فشل لأن المسافة بينهما كانت بعيدة جدا ولا رابط بينهما كون ثنائي الارتكاز لا يملك نزعة هجومية، فكيف تفادى حسن ذلك؟
أولا بإزالة الليبرو بات الزمالك يلعب بدفاع خطي يتقدم كثيرا للأمام حتى يضغط الخصم كما يفعل الأهلي وحرس الحدود حاليا، ما يقلص المساحات بين اللاعبين لأنك عمليا تهاجم في نصف ملعب.
ثانيا حينما يكون خط الدفاع متأخرا لسبب أو آخر، يميل ميدو يسارا ويدخل شيكابالا في العمق، أو لو كان ميدو بعيدا عن الجناح يعود هو لأداء دور الرابط ويظل شيكابالا في الجناح.
الخبرة في المباريات
أذهلني هجوم بعض النقاد على حسام حسن في مباراة المنصورة لأنه لم يسحب احد ثنائي الارتكاز ويشرك صانعا للألعاب في موقعه.
يعرف إمكانات اللاعبين دون حاجة لوقت أو تجربة، يجيد الإدارة في المباريات، ويملك شخصية كاسحة يخشاها الفريق ويحترمها.
فالعميد اتخذ الحل الصحيح حينما حافظ على صلاح ومصطفى في وسط الملعب، لأن الفريق اندفع للهجوم بأكمله وخاصة ظهيري الجنب، كما بات شيكا وحازم لا يعودان لأداء الواجب الدفاعي.
ولو كان حسام حسن سحب كذلك ارتكاز دفاعي لعادت ريما لعادتها القديمة، وتحولت كل هجمة ضد الزمالك إلى انفراد بمرمى عبد الواحد السيد.
ولو طالب حسن لاعبيه شيكابالا وحازم إمام وأديكو بالاستمرار في أداء الواجب الدفاعي لما صنع الزمالك أي كثافة عددية على المنصورة التي كان يدافع فريقها بعشرة لاعبين.
تغييرات العميد
في خمس مباريات اتخذ حسن العديد من القرارات مبنية على منح الثقة للاعبيه وخدمة الفريق خططيا، فحينما كان ميدو يهدر الفرصة تلو الأخرى صبر عليه العميد وتركه في الملعب.
لكنه في الوقت نفسه لم يخشى سحب حازم إمام الذي سجل هدفين في مرمى بترول أسيوط، ولم يجد حرجا في إخراج مارسيل أديكو رغم أنه دخل مباراة المنصورة كبديل لميدو في الشوط الأول.
أخيرا، وبشكل عام أعطاني العميد شعورا جيدا حيال تجربته مع الزمالك، لكن عليه إدراك أن ما أسسه لا يزيد عن حجر في البناء المنتظر تشييده.
وعلى حسن استغلال حالة الثقة التي اكتسبها الفريق فيه كمدير فني، ويعمل خلال فترة التوقف على علاج باقي السلبيات والتي تظهر بشكل ما في أداء اللاعبين فرديا.
فإبراهيم صلاح بحاجة لمعرفة كيف يكون ذو دور إيجابي حينما يتسلم الكرات على حدود منطقة جزاء الخصوم، وحسن مصطفى عليه رفع لياقته البدنية حتى لا ينال إنذارا في آخر كل مباراة.
وحازم عليه رفع دقة تمريراته، وشيكابالا بحاجة لجرعات عالية من التدريبات، لأنه لم يصل بعد للحالة المثالية، ما ظهر في مباراة المنصورة حين طالت عليه أكثر من كرة كان يحاول تروضيها.
وطبعا ميدو يفتقد للكثير من المرونة، فربما استعاد طاقته، لكن رشاقته ليست مثالية بعد، وطبعا لو بات نجم آياكس السابق لائقا لاستعاد خطورته أمام المرمى وحسه التهديفي الضائع.