أيهما أرحم: طعنة الظهر، أم آلام الصبر؟!
تحب الناس..يكرهونك!
تثق بالناس..يخونوك!
تحترم الناس..يشتمونك!
ترفع الناس..فيخذلونك!
لست أول من يسيء إليه ضعاف النفوس، ولن اکون
آخرهم، لأن ذلك هو طبيعة الأمور. أن يتطاول الأقزام على الكبار، وأن يسعى الأدنى إلى الإقلال من مكانة الكبار ليقاربوا أحجامهم الضئيلة. غير أن هذا لا يدعونا إلى اليأس أو الإحباط، بل يدفعنا إلى المزيد من الإقدام والبذل من أجل أن ينتشر الخير وتعم الفضيلة والمنفعة.
في إعتقادي أننالن نذوق آلام الصبر إلا بعد الطعنه لذلك الآم الصبر أهون لإنها تبعات الطعنه!
لا نستطيع أن نقول عن الشخص الذي يتبع أسلوب الطعن في الظهر أنه مريض نفسياً،لأننا في هذه الحالة نكون قد وضعنا له المبرر لسلوكه الشاذ.
لأن من يطعن بالظهر يكون في قمة وعيه وعقله واستيقاظه وبالتالي هو يتقصد اتباع هذا السلوك الذي هو عبارة عن انتقام من شخص نتيجة لغيرة معينة أو حقد معين وباختصار نتيجة لتضخم الأنا عنده (الإفراط في الأنانية).
وكثيراً ما يبدو هذا السلوك على أنه سلوك اختياري وليس قسري عند الشخص الذي يطعن(يعني يستطيع اختيار سلوك آخر للإيذاء غير سلوك الطعن)لكنه لا يفعل لكثرة النواقص والإحساس بالفشل عنده.
إذا رجعنا إلى طفولة الشخص الذي يطعن وجدنا بلا شك أن في حياته الماضية مظاهر لطفولة منبوذة،وأتى هذا السلوك الانتقامي الآن ليكون معبراً عن احباطات قديمة وعن رد فعل يتجه نحو المجتمع أو أشخاص بعينهم (مقربين)يماثل ما لقيه هو من المجتمع القديم حوله(مجتمعه الطفولي حيث تكثر بين الأطفال مظاهر الغيرة والحسد والأنانية إضافة إلى دور الأبوين)ومن هؤلاء الأشخاص المعرضين لتلقي الطعن ومن المجتمع الحالي نقول عن سلوك هذا الطعان بأنه يصدر عن دوافع كثيرة جداً لا تظهر واضحة في قوتها ولا في أعراضها ولكن يبدو فيها أنها عميقة الجذور لديه.
مايؤسف وما يلفت النظر إليه:هو تفشي ظاهرة الطعن في الظهر في عالمنا العربي بشكل غريب
وربما هذه الحالة الملامسة للحالة النفسية وليست حالة نفسية هي السبب البعيد المدى لتدهور الأمة العربية وانحدارها بشكل مستمر نحو القاع.