[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مذيعة من طراز خاص.. هادئة جدًا فى أدائها لكنها جريئة فى أسئلتها.. بسيطة جدًا فى حياتها، لكنها عميقة فى ثقافتها ومجتهدة فى عملها.
تحترم دائمًا ضيوفها فلا تحرجهم أو تستفزهم، لكنها تتدخل فى الوقت المناسب لكبح جموحهم وعدم السماح لمن يحاول منهم أن يضلل المشاهد أو يلوى ذراع الحقيقة.
إنها المذيعة دينا عبد الرحمن صاحبة البرنامج الناجح "صباح دريم" وهذا هو حوارنا معها.
أنت فنانة تشكيلية موهوبة.. فلماذا لم تكملى حياتك فى هذا المجال؟
دينا: لأن نجاح معارضى كان يحزننى ويؤثر فى نفسى بشكل سيئ أكثر مما يفرحنى، فقد كنت أحزن حين تباع لوحة لى، وأشعر وكأن جزءاً من جسدى قد انتزع منى، كما أن الإبداع يحتاج إلى مزاج خاص، وبعد أن تزوجت وأنجبت لم يتوافر لى هذا "المود" فاتجهت للصحافة.
وما هى الموضوعات التى كانت تجتذبك كصحفية للكتابة عنها؟
دينا: كل شىء تقريبا السياسة والمشكلات الاجتماعية والحوارات الساخنة، وكذلك الفن، فقد أجريت أحاديث صحفية كثيرة مع نجوم الفن الكبار وآخرهم الموسيقار الراحل كمال الطويل.. وكتبت أيضًا عن معارض الفن التشكيلى وفنانيه.
ولماذا لم تحاولى الالتحاق بالعمل فى إحدى المؤسسات الصحفية القومية؟
دينا: لأنه لم يكن لدى واسطة أو كارت توصية، ولم أدخل أبدًا مجالا لى فيه أحد يسندنى، وسيندهش كثيرون حين يعلمون أننى عملت كمذيعة بالصدفة وليس بالواسطة، فقد كنت أجرى حوارًا صحفيًا مع الإعلامية هالة سرحان، وكانت وقتها مديرة قناة دريم، فأعجبت بأسلوبى فى الحوار وطريقتى فى إعداد الأسئلة، وعرضت على العمل فى قناة دريم.
وماذا استفدت من الصحافة فى عملك كمذيعة؟
دينا: علمنى عملى بالصحافة كيفية الإعداد لأى لقاء أو حوار.. فلم أكن أعتمد أن يعد لى أحد أسئلة أو كلامًا جاهزًا أطرحه على المصادر، ولكننى كنت أقترح موضوعاتى الصحفية وأعد أسئلتها بنفسى، وكنت أقرأ كثيرًا حول الموضوع الذى سوف أكتب عنه، وأنا بطبعى محبة للقراءة والكتابة بشكل عام.
أنت هادئة جدًا فى أدائك.. فهل أنت ضد مدرسة استفزاز الضيوف للحصول على المعلومة و"تسخين" الحوار؟
دينا: لست من أنصار مدرسة الهجوم على الضيف أو استفزازه أو توجيه ألفاظ حادة أو خشنة له، لكى يبدأ المذيع أو المذيعة فى الجراءة، أو "التسخين" كما تقول، فهو فى البداية والنهاية ضيف، وأنت لا يجب أن تحتد على ضيفك أو تجرحه بأى كلام، وتستطيع أن تقول له ما تريد بطريقة لائقة وغير محرجة، فالمذيع ليس وكيل نيابة، وبرنامجى "صباح دريم" يذاع فى أول النهار، ولا أحد يريد أن يشاهد خناقة على الهواء فى هذا الوقت المبكر من اليوم.. وأنا لا أحب المذيع الذى يستعرض عضلاته أمام الضيف.
لكنهم يقولون إنك تتعاملين أحيانًا بعصبية مع طاقم العمل بالبرنامج؟
دينا: لست عصبية، ولكنى جادة جدًا فى عملى، وأهتم كثيرًا بالتفاصيل، وأكثر ما يضايقنى هو التساهل وعدم احترام المواعيد، لأنها تضيع وقتك وطاقتك فى أشياء غير مفيدة.
وما رأيك فى المذيع الذى يحاصر الضيف أو يشرح وجهة نظره الخاصة فى البرنامج؟
دينا: لا أعتقد أننى أنتمى إلى هذه المدرسة، ولا أنتمى أيضًا الى المدرسة التى ترى أن المذيع لابد أن يكون محايدًا تمامًا، ولا يتدخل برأيه أو وجهة نظره فى أى موضوع يناقشه، وأفضل أن يكون لدى المذيع أو المذيعة درجة عالية من المرونة، بحيث يتيح الفرصة كاملة للضيف للتعبير عن وجهة نظره، وعندها يتحول إلى "محامى الشيطان" أو يمثل وجهة النظر المعاكسة، بحيث يستطيع أن يستخرج من كلام الضيف أفكاراً وآراء جديدة.. وأحيانًا تحدث مخالطات، أو معلومات خاطئة ينطق بها بعض الضيوف، وأحيانًا أخرى يحاول أحدهم لى ذراع الحقيقة، وساعتها أتدخل لتوضيح الحقيقة.
ألا تتطلعين لتقديم برنامج مسائى يحظى بدرجة مشاهدة أعلى؟
دينا: "صباح دريم" كان حلمى منذ البداية.. فأنا صاحبة فكرته، وهو تجربتى ومولودى الذى رأيته يكبر ويتطور أمامى، وأسعى باستمرار لتجديد دمائه، وإضافة فقرات وأفكار جديدة إليه، وأعتقد أنه يحظى بنسبة مشاهدة عالية، بدليل مئات الرسائل والاتصالات التليفونية التى نتلقاها يوميًا، وخصوصًا من المصريين الذين يعيشون فى الخارج، سواء فى أمريكا أو أوروبا أو دول الخليج، وبصراحة فقد عرض علىَّ تقديم برامج مسائية ولكننى رفضت.
وما هو البرنامج الذى تعتبرينه المنافس الأقوى لبرنامجك؟
دينا: منذ أن بدأت العمل فى "صباح دريم"، وأنا لا أشاهد أى برامج صباحية مشابهة، من جانب لأننى أعمل فى نفس وقت إذاعة هذه البرامج، ومن جانب آخر حتى لا أتأثر بأى من هذه البرامج، فالتحدى الأكبر بالنسبة لى من البداية هو أن أقدم برنامجًا صباحيًا يجذب الناس لمشاهدته.. وهذا لا يمنع أننى أتابع قنوات إخبارية عربية وأجنبية حتى أتابع باستمرار كل جديد فى مجال عملى.