عكس رأي العديد من الجماهير، بل وبعض الاعلاميين الكبار مثل أحمد شوبير، أرى أن فوز الزمالك بالدوري سيتم في حالة واحدة فقط .. في المشمش.
فللأسف الشديد الشعب المصري عاطفي بدرجة كبيرة، فمن كان يتحدث قبل خمسة أسابيع فقط عن إمكانية هبوط الزمالك للدرجة الثانية، أصبح يتحدث الأن عن إمكانية تتويج الزمالك بالدوري، لمجرد فوز الفريق في أربع مباريات متتالية ، وهزيمة الأهلي من المحلة.
وقد يكون هذا الأمر مقبولا من بعض الجماهير الزملكاوية المتعصبة، ولكنه لا يكون مقبولا أن نسمعه من إعلاميين كبار بحجم أحمد شوبير.
فشوبير عندما يقول هذا الكلام قد يكون رغبة منه في كسب ود وحب جماهير الزمالك التي هتفت ضده في المدرجات في لقاء الفريق أمام إنبي، ولكن يجب ألا يكون ذلك ضد رسالته الإعلامية التي يستقبلها ملايين من الناس.
بالطبع يجب أن نرفع القبعة للعميد حسام حسن على ما فعله مع الزمالك منذ توليه المهمة، وقد كنت من أكثر المؤيدين لتولي حسام حسن تدريب الزمالك وطالبت بذلك كثيرا من قبل أبرزها في مقالة منذ عدة أشهر بعنوان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكان حسام بالفعل على قدر طموحاتي وتطلعاتي وطموحات كل من وضع الثقة به ونجح في تحويل الفسيخ إلى شربات، ولكن الحديث عن تتويج الزمالك بالدوري يعد نوع من التهريج.
فالزمالك لقي ست هزائم، وتعادل ثلاث مرات خلال مباريات الدور الأول فقط، أي أنه فقد 24 نقطة بالتمام والكمال، ويستحيل أن يتوج فريقا بالدوري المصري فقد كل هذا العدد من النقاط.
وقد يتحدث البعض عن تراجع مستوى الأهلي وأنه مرشح لفقدان المزيد من النقاط في الدور الثاني، ولكنه سيكون من الصعب جدا أن يفقد 11 نقطة كاملة في 14 مباراة فقط.
كما أن الزمالك لا ينافس الأهلي فقط، فالزمالك يحتل المركز الخامس، وإذا افترضنا جدلا أن الأهلي فقد المزيد من النقاط في الدور الثاني، وفقد صدارة البطولة وهو أمر وارد، ولكن وقتها سيكون الاسماعيلي هو الأقرب للتتويج باللقب وليس الزمالك، وإذا فشل الاسماعيلي فبعده سيأتي بتروجيت في الترشيح، ثم طلائع الجيش.
وما أقصده هو أنه إذا فقد الأهلي 11 نقطة، فمن الصعب ألا يستغل الاسماعيلي هذه الفرصة، ويتركها للزمالك صاحب المركز الخامس.
وحتى لو فقدت فرق الصدارة الأربعة العديد من النقاط في الدور الثاني، فمن رابع المستحيلات أن ينجح الزمالك في تحقيق الفوز في جميع مبارياته الـ15.
فالزمالك لم ينجح في تحقيق ذلك في عصره الذهبي، فهل ينجح فيه الأن وهو عائد من كبوة طويلة ويلعب بمجموعة كبيرة من اللاعبين الصاعدين قليلي الخبرة.
أود أن أذكركم أيضا، وهذا ليس تقليلا من شأن حسام حسن، أنه باستثناء مباراة الأهلي التي تعادل فيها الزمالك، فإن مباريات الزمالك الأربعة الأخرى التي فاز فيها كانت شديدة السهولة.
فالزمالك التقى مع المنصورة والمصري وبترول أسيوط وهم فرق المؤخرة الثلاثة، ثم فاز على إنبي "بالتخصص"، وهو الفوز الذي يحققه الزمالك للمباراة الـ12 على التوالي بين الفريقين طوال خمس سنوات متتالية حتى وهو في أسوأ حالاته.
الزمالك أمامه مباريات صعبة في الدور الثاني، وسيخرج خارج ملعبه ثماني مرات لمواجهة الاتحاد وبتروجيت والاسماعيلي والجونة والمحلة وحرس الحدود والمصري والمنصورة.
شكر وعتاب لعباس
أتوجه بالشكر لممدوح عباس رئيس الزمالك لاعترافه بخطأه في التعاقد مع الفرنسي هنري ميشيل لتدريب الزمالك وتأخره في التعاقد مع حسام حسن، وهذا الأمر كانت نقطة خلاف كبيرة بيني وبينه.
كما أشكره لأنه لم (يركب الموجة) وقال إن هدف الزمالك هو احتلال أحد المراكز المتقدمة في الدوري للمشاركة إفريقيا والمنافسة على الفوز بكأس مصر، ولم يقل أنه سينافس على الدوري، وهو كلام محترم.
ولكني عاتب عليه لأنه أثار أزمة مباراة الزمالك مع حرس الحدود ومشاركة عبد الملك في اللقاء، وأكد أنه لن يترك حق الزمالك وسيواصل شكواه إلى أعلى المستويات الدولية، ولكن في النهاية لم يفعل أي شىء واكتفى بشكوى مسؤولي اتحاد الكرة إلى الله، لأن الشكوى لغير الله مذلة!
كما أنني عاتب عليه أيضا لأن الزمالك لم ينجح في استغلال فترة الانتقالات الشتوية سوى في التعاقد مع لاعبين فقط هما حسين ياسر والزامبي كالابا، رغم أن الزمالك كان بحاجة للتعاقد مع رأس حربة صريح ومميز خاصة بعد رحيل الثنائي ميدو وعمرو زكي، وبالتالي فالفريق لن يحقق طفرة كبيرة في النصف الثاني من الدوري.
نقطة أخيرة:
تأكيدي بأن الزمالك لن يفوز بالدوري ليس ضد جماهير الزمالك أو لاعبيه أو مدربه القدير حسام حسن ولكنه على العكس تماما، فمن الأفضل أن يلعب الزمالك بهدوء وبدون ضغط عصبي للمنافسة على البطولة لعمل فريق قوي ينافس في الموسم المقبل، ومجرد الحصول على المركز الثالث هذا الموسم سيكون إنجازا يحسب للجهاز الفني واللاعبين.
ولكن تحميلهم أعباء المنافسة على الدوري في هذه الظروف الصعبة سيكون له أثر عكسي بالغ الخطورة عند أول تعثر للفريق وابتعادهم تماما عن المقدمة وهو ما سيسبب لهم إحباطا كبيرا.