دولاب الحياة:كما في كل يوم...
ويمر هذا الدولاب.. ونحن ما زلنا ندور حوله.. يستطيع أن يأخذنا لغابر الأزمان حتى يذكرنا بالجيد والسيء، وقد يقذفنا إلى حقول المستقبل لنرسم صورنا ونتأملها وندفع عمرنا.. ونشغل تفكيرنا فيها؛ ثم بلحظة قاهرة تنفجر تلك الصورة كالبلونات التي نصنعها عندما ننفخ في تلك الدائرة الصغيرة والتي تحمل الماء والصابون.
يسافر مستقبلنا بعيدا عنا حتى نظل رهنا له.. بينما يمزقنا الماضي... ويسير الحاضر بنا كما يحلو له وكيفما يشاء؛ وبين تلك وهذا وذاك تنصهر سني العمر، وتترهل منا الأيام وتشيخ منا الساعات، فهل نرضى بما وقع ونسلم لما يقع ونحلم بما سوف يقع؟ هل تقف أحلامنا عند أعتاب هذا الباب المحدود المعاني! .
قد نظن حينا أن الزمن لايمر بسرعة: حين نستيقظ كما في كل يوم.. ونركب سياراتنا أو سيارات الأجرة كما في كل يوم.. ونرى نفس الوجوه كما في كل يوم.. ونزاول عملنا القديم الجديد كما في كل يوم.. ثم نحاول التغيير فنذهب الى السوق لنجد أنفسنا قد اشترينا كما اشترينا في آخر مرة كما في كل مرة.. ونعود الى البيت كما في كل يوم.. وننام على أسرتنا ووسادتنا كما في كل يوم.. ويأتي ذاك الصباح كما في كل يوم..
وانت تعتقد أن الزمن بطيء لأن الصور هي الصور، والناس هم الناس، والبيت هو البيت، ولكنك تتناسى ان عمرك تجاوز كل الأعمار وأنت ما زلت هناك كما في كل يوم.
إنه الروتين الذي يخنق الوقت ويدفعه الى قتلك وذبح عمرك؛ أما آن الأوان حتى يموت ذلك الروتين الذي يقيد أمانينا وأحلامنا ويرمي بشباكه على تفكيرنا؛ ونحن لم نزل شبابا في مقتبل عمرنا وما زلنا نحتكم له!
لنبني مستقبلنا يوما بعد يوم وخطوة بخطوة ونقربه منا لحظة بلحظة، لنعش في كل يوم تجددا أحلا وأجمل، ومشاعرا أنقى وأطهر، وحبا أصفا وإيمانا أعمق وأعظم