Mostafa Hussien The General Manger
العمر : 33 تاريخ التسجيل : 05/09/2009 عدد المساهمات : 2775 الاوسمه :
| موضوع: وزير التعليم للمنتقبات: أنا مش ناقص بلاوي!! الجمعة أكتوبر 16, 2009 5:19 am | |
|
أثار إجبار شيخ الأزهر لطالبة منتقبة في الصف الثاني الإعدادي في أحد المعاهد الأزهرية على خلع نقابها -لأنه يرى النقاب عادة وليس عبادة- جدلا واسعا في المدن الجامعية والمعاهد الأزهرية وبين شباب الجامعات والمدونين وشباب الفيس بوك؛ حيث شُنّت حمله على الفيس البوك تطالب باستقالة" طنطاوي"، ووصل عدد أعضاءها إلى 1500 عضو، كما طالبوا بضرورة تقدم شيخ الأزهر باعتذار رسمي للمسلمين، وبإصدار قانون جديد يعطي الحق لهيئة كبار العلماء في عزل شيخ الأزهر، إذا بدر منه ما يسيء للدين، وكذلك إصدار قانون يحدد فترة إدارة مشيخة الأزهر، على أن يتم تعيين شيخ الأزهر بالانتخاب.
الواقعة أصابت الكثير بالذهول وأصابتني أيضا بالذهول.. ليس لمجرد إجبار طالبة على خلع النقاب في المعهد -لأن كله سيدات وبنات- ولكن من ردود فضيلة الشيخ على الطالبة التي لا تتعدى ثلاثة عشر عاما حينما قال لها: "أنا أعرف في الدين أحسن منك ومن اللي خلفوك "!!... وحينما قال لها: "أمال لو كنتِ جميلة كنتِ عملتي إيه".
إن عدداً كبيراً من علماء الدين يستنكرون على الشيخ مثل هذه الأقوال؛ حيث إن الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالرفق واللين في القول؛ فقال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، وأمرنا بذلك أيضا فقال: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} أضف إلى كل ذلك أن شيخ الأزهر -وهو رمز وكيان- من كثرة انفعالاته وردوده المتسرعة نسي أنه يتعامل مع طفلة في سن أحفاده.
حينما حاولنا الوصول لوالد الطالبة وهو "شيخ أزهري" رفض التحدث معنا، وقال: "الشيخ محمد سيد الطنطاوي زي أبوها وهو لا يقصد شيئا"......
خالد عبد السلام أحد أعضاء جروب "معا ضد شيخ الأزهر" يفسر لنا مطالبهم: "أنا لست متديناً ولكني أتعجب أن شيخ الأزهر يخرج منه ألفاظ من نوعية -اللي خلفوكي-... إيه اللي حصل لكل ده؟!!..دي لابسه نقاب مش ميني جيب!!!.. لذلك أطالب باستقالته لأنه لا يستحق أن يكون ممثلاً عن الأزهر الشريف، ولا يستحق أن يكون شيخنا الكبير الذي نسي أن الدين الإسلامي دين المعاملة.
أما د. أسماء محمد -أحد أعضاء الجروب وهي دكتورة منتقبة- فقد عبّرت عن استيائها البالغ من الهجوم الزائد على النقاب وكأنه وراء كل مصيبة في البلد؛ ولكن على الرغم أنها ضد قرار منع النقاب في المدن الجامعية والمعاهد الأزهرية؛ إلا أنها تحترم صراحة شيخ الأزهر ووزير التعليم؛ لأن هناك الكثير من الجهات البحثية في مصر تمنع دخول المنتقبات ولم تعلن ذلك، وهو ما عانت منه أثناء تحضير رسالة الدكتوراه والماجستير . وتحذر أسماء من شدة الضغط على المنتقبات وكأنهم منبوذين في المجتمع؛ لأن هذا يولد داخلهم شعوراً سلبياً تجاه مجتمعنا.
........ هذا كان رأي شباب "الفيس بوك" فيا ترى ما رأى أهل الدين؟.....
يرى د.أحمد محمود كريمة -أستاذ الشريعة الإسلامية: أن موقف شيخ الأزهر سليم؛ لأنه وليّ أمر المؤسسة ويحق له شرعاً التأديب؛ خاصة أنه رأى في معهده أمراً مخالفاً للوائح والتعليمات، بالإضافة إلى أن جرأة الطالبة ومجادلة شيخ الأزهر أمر مستفز لأن المجادلة تعني أنها تدعي عليه بالجهل، وتدخّل المعلمة للدفاع عنها أمر خاطئ؛ فبدلا من أن تعلمها طاعة العلماء تحرّضها على المجادلة..
وتعجب "كريمة" من كيفية خروج حديث تأديبي دار بين شيخ الأزهر وطالبة داخل المعهد إلى الإعلام الذي يصفه أنه مازال مراهقا لم ينضج بعد؛ فيختار أي موضوع ويكبره بغرض الإثارة، ولذلك يشدد على ضرورة معاقبة من شهّر بمؤسسة دينية، وساعد على انتشار الحديث إلى وسائل الإعلام، ولابد أن يأخذ جزاءه ويتعلم عدم المساس بالأزهر الشريف، وهو ما يؤكده في قوله: "من الأولى محاسبة الشخص الذي خرّج الحديث للإعلام بهدف التشهير بمؤسسة الأزهر الشريف؛ خاصة أنها مستهدفة في الفترة الأخيرة؛ فلقد أصبحت العمة البيضاء مستهدفة".
المغزى من منع دخول المنتقبات المدن الجامعية
وفى نفس السياق أصدر د. هاني هلال قراراً يمنع دخول المنتقبات إلى المدن الجامعية، ولا نعلم إن كان هذا القرار تأثراً بالجدل الدائر حول شيخ الأزهر وانتقاما له؟!!.. أم أن القرار له مغزى آخر؟!!...
د. هاني هلال يوضح المغزى من القرار بنفسه قائلا: "المجتمع يريد أن يحمّلني مسئولية كل شيء؛ فالبنات في المدن الجامعية أمانة يجب أن نحافظ عليها، وأنا لن أنتظر وقوع كارثة حتى أتدخل؛ خاصة بعد ضبط 15 ولد متنكرا في زي النقاب داخل المدينة الجامعية للبنات"... وبشأن تهديد بعض المنتقبات إلى وصول صوتهم: فليتحمل هو المسئولية وليتحمل الرأي العام معه المسئولية أيضاً؛ لأن مثل هذه القضايا يحسمها الرأي العام.
وعند سؤال وزير التعليم العالي: ماذا تفعل الطالبة المنتقبة؟ هل تخلع نقابها وبداخل المدينة رجال أمن؟.... رد قائلا: هذا يرجع لها؛ ولكن لا تدخل المدينة به وإن لم تستطيع فأهلا بها للعيش في أي مكان في مصر؛ ولكن بعيدا عن المدينة الجامعية. كما أشار إلى أنه ليس بحاجة إلى سيدات ليحرسن المدينة الجامعية.
"حرام عليكم.. أسكن فين؟" بهذه العبارات صرخت الطالبة "رفيدة" طالبة بالفرقة الثالثة بكلية صيدلة جامعة القاهرة وإحدى الطالبات التي منعت من دخول المدينة الجامعية؛ لأنها منتقبة متسائلة: "كيف يأمروني بخلع النقاب من بداية دخولي بوابة المدينة بحجه أنها كلها بنات على الرغم أن عمال النظافة والأمن من الرجال، وليس السيدات؛ فكيف أكشف وجهي عليهم؟!!... وأضافت: "حرام عليهم، أنا لم أستطع حتى يومنا هذا الانتظام مثل زميلاتي في حضور المحاضرات والانتظام في الدراسة برغم أنني من أوائل دفعتي، ولم يقل تقديري في أي عام عن امتياز".... وحينما سألناها عن مكان معيشتها الآن البديل للمدينة ردت قائلة: "كل يوم في مكان"!!..
هل منع المنتقبات سواء من دخول جامعة أو جهة بحثية هو الحل؟!!... هل تتوقف حياة المنتقبات بسبب الخوف من استغلال النقاب في التنكر؟!!.. وإن كان الخوف هو المحرك الأساسي لهذه القرارات؛ فهناك أيضا نصابون يقومون بانتحال شخصية ضابط شرطة؛ فهل يكون الحل وقتها في إلغاء بدلة الشرطة؟!!..
أعتقد أن موضوع النقاب يحتاج وقفة مع الأنفس لمجرد دقائق لنفكر: ماذا سننتظر من هذه الفئة وهم منبوذون في كل مكان؟!!!... الموضوع لا يحتاج دراسة جدوى ولا مناقشة في مجلس الشعب سنين، ولا كتابة أوراق وتقارير وحيثيات كالعادة.. هي فقط دقائق لنتعامل مع المنتقبة على أنها إنسانة انقلبت حياتها لأنها منتقبة.. ليكون العائق أمامها هو النقاب... ويا ترى هل ستفكر في خلعه لترضي وزير التعليم، ولتنال الرضا وتأخذ حقها في العيش في المدينة الجامعية، ولتستطيع أن تطور من نفسها وتبحث في العلم؟!!.. أم أنها سترمى العلم والسكن خلفها وتتمسك به لترضي الله؛ لأن الطبيعي أن التي ترتديه ليست ترتديه من باب التباهي أو الموضة فهي تغطي حتى وجهها، وترتدي أسود في أسود؛ فلا مكان لتدخل الموضة في النقاب؛ فطبيعي أن التي ترتديه ترى أنه فيه إرضاء الله، وكل واحد حر في كيفية التقرب من ربه حتى لو بفعل شيء ليس فرضا أو إلزما أو حتى عادة!!..
ولنترك أزمة الغذاء والمياه الملوثة ومصل أنفلونزا الخنازير المليء بالشكوك، ولنهتم بالنقاب.. يا ترى هل سنسمع قانوناً مقدمأً في مجلس الشعب -بعد عودته من الإجازة- يناقش تجريم النقاب؟!!.. وهل ذلك القانون سيأخذ حقه في المناقشة أم سيتم سلقه كغيره من القوانين؟!!... وعجبي!!!....
| |
|