لحظات فارقة في عمر البشر تلك التي يسجلها التاريخ في ذاكرته ولا ينساها ابدا..
لحظات الانتصار..ولحظات الانكسار ايضا. وفي عالم الكرة تعودنا ان نفرح بهيستريا..وان نحزن كذلك..لكننا نشعر دائما بالفخر لاننا مصريون !! نحن اصحاب الريادة عربيا وافريقيا كما اننا ابطال القارة ست مرات بالاضافة الي تاريخنا الطويل في المشاركة بالاوليمبياد..نحن كذلك متربعون علي العرش الافريقي دون ان ينازعنا احد منذ اربع سنوات.. حتي علي صعيد الاندية لدينا ناد احتفظ بلقب ناد القرن الافريقي ولديه سجل ناصع من الانجازات وهو النادي الأهلي.
لكن رغم كل ذلك نحن لانشعر بالاطمئنان ابدا لان تاريخنا ما زال فقيرا في كأس العالم فكل رصيدنا مشاركتين فقط اولاها كان عن طريق بوابة فلسطين وهي تحت الانتداب البريطاني عام1929والاخري كانت من خلال الجزائر عام 1989 بينما نجد دولة مثل تونس لم تحرز اللقب الافريقي سوي مرة واحدة ومع ذلك شاركت في المونديال خمس مرات منها مرتان علي حسابنا اما المغرب التي لم تحرز اللقب الافريقي علي الاطلاق فقد شاركت 3مرات منها مرة ايضا عن طريق الكرم المصري !!
كل الخبراء يجمعون كذلك علي ان رصيد مصر من البطولات الافريقية لايتناسب علي الاطلاق مع حجم مشاركاتها في المونديال هكذا قال الاسطورة بيليه وهكذا علق ماردونا وهكذا ايضا جاءت كلمات القيصر بيكنباور!
وكما اننا عشنا حالة من الفرحة المحمومة منذ عشرين سنة بعد هدف حسام حسن الذي لاينسي علينا ان نتذكرا كثيرا كم كانت حالتنا يوم ذهبت العبارة بالجماهير المصرية إلي تونس عام 1978 وعادت من هناك بخفي حنين بعد الهزيمة بالاربعة وكم عانينا كذلك يوم ان فشلنا في تحقيق الفوز امام المغرب عام 1982بالقاهرة
علينا ان نعي وندرس لماذا خرجنا من تصفيات عام 1994بالطوبة الشهيرة وعام 1998بهدف الليبيري جورج وايا وعام 2002حينما فشلنا في تحقيق الفوز علي الجزائر في آخر مباراة بالتصفيات وعام 2006حينما سمحنا لكوت ديفوار بان تفوز علينا في القاهرة !!
يجب ان نعي وندرس كل ذلك لان امامنا طريقا واحدا يوم السبت القادم وهو الوصول إلي تلك اللحظة التي يهون امامها كل شيء بما فيها الحياة ذاتها و العمر نفسه.
ان المسألة تعدت مجرد الفوز في مباراة كرة..انه حلم شعب باكمله يريد ان يري علم بلاده مرفوعا في جنوب افريقيا التي تحتضن المونديال العام القادم بعد غياب استمر طوال 20سنة
فأي مجد واي فخر ينتظر هذا الجيل من اللاعبين لو فعلوها ؟!
سيكون رفاق ابوتريكه وحسن ومتعب وزكي والحضري فوق اعناق 80مليون مصري اما رؤوسهم فستطول السماء.
فالتاريخ سيسجل ان هذا الجيل هو الافضل انجازا في مائة عام وان شحاتة هو الاعظم انجاز في مائة عام وان مجلس زاهر هو الاجدرانجازا في مائة عام.
ستمحي كل الاوزار والخطايا وسيبقي الحدث وحده يفرض نفسه علي الجميع.
ان الفلاحين في الحقول والعمال في المصانع وحتي الموظفين في مكاتبهم سينتظرون مساء السبت من اجل ان يخرجوامعا للاحتفال بالصعود إلي نهائيات كاس العالم لاشيء آخر يرضيهم وحتي الوصول إلي المباراة الفاصلة لم يعد يكفيهم..الكل اهل نفسه لفوز كبير علي الجزائر ربما بفارق ثلاثة اهداف او اكثر..فهل نحن قادرون بالفعل ان نحقق ذلك؟
نعم نستطيع..نعم نستطيع.
ليس فقط لان المباراة ستقام علي استاد الرعب في القاهرة..او لان لاعبينا هم الافضل فنيا وبدنيا..ولكن لاننا نمتلك الارادة لتحقيق ذلك..فلو انك زرت معسكر الفريق مرة واحدة ستشم هناك رائحة الانتصار..ولو انك نظرت إلي اعين الاداري والمدلك وعامل غرفة الملابس لرأيت اكاليل الغار تزين كل الرؤوس.
كانوا كذلك في اسوان وحتي حينما عادوا وبدأوا منذ الامس مرحلة الاعداد الأخيرة للمباراة وسيواصلون نفس النهج في الساعات المتبقية.
كل المؤشرات تؤكد ان الفوز قادم باذن الله مهما حاولوا النيل من عزيمتنا وارادتنا وحقنا في التأهل لكأس العالم.
عموما مصدر مطلع قال ¢للكورة والملاعب¢ أن شحاتة إستقر مبكرا علي التشكيل الذي سيلعب به المباراة وذهب المصدر إلي أن المدير الفني للمنتخب رفض ¢المغامرة ¢ في لقاء 14 نوفمبر وسيلعب بنفس الخطة التي لعب بها المباريات الاخيرة أمام رواندا "ذهابا وإيابا" وزامبيا ولن يعتمد شحاتة علي متعب العائد للفريق بعد تماثله للشفاء من إصابته الاخيرة وكذلك الحال بالنسبة لحارس الزمالك عبدالواحد السيد وسيكون الاستثناء الوحيد هو مشاركة عبدالظاهر السقا بدلا من وائل جمعة الذي سيغيب عن اللقاء للايقاف.
اذا شحاتة سيلعب برأس حربة واحد علي الورق لكنه في حقيقة الامر سيلعب بثلاثة مهاجمين هم عمروزكي وابوتريكه وزيدان وقد ينضم اليهم بركات اذا ما لعب علي الجبهة اليمني في حالة غياب حسني عبدربه من وسط الملعب ومشاركة احمد فتحي بدلا منه.
شحاتة سيلجأ إلي ذلك لانه يريد ان تظل دكة الاحتياطي زاخرة بالحلول التي قد يضطر للاستعانة بها في اي وقت حيث ان شعاره في هذا اللقاء هو اللعب اوقل القتال حتي النفس الأخير.
شحاتة لم ينس طوال الاسبوع الماضي تذكير لاعبيه بضرورة توخي الحذر في كل الالعاب المشتركة خلال اللقاء خشية تعرضهم لبطاقات صفراء قد تؤثر علي مشاركتهم في اللقاء الفاصل في حالة الاحتكام اليه وخاصة ان هناك خمسة لاعبين سبق حصولهم علي انذار قبل اللقاء منهم أحمد المحمدي .و أحمد فتحي و الحارس عصام الحضري. و هاني سعيد.
جاء ذلك بعد ان اكد الاتحاد الافريقي لكرة القدم أن العقوبات الموقعة علي لاعبي المنتخبين المصري و الجزائري لن تسقط في حالة اللجوء إلي اللقاء الفاصل في حال احتكم الفريقان لهذا اللقاء و أن اللاعب الذي سيتلقي الإنذار الثاني من المنتخبين المصري أو الجزائري سيحرم من لعب المباراة الفاصلة و أن كل العقوبات والإنذارات ستسقط فقط بعد نهاية التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا
في المقابل يبدو ان خريف الغضب بدأ يضرب الجزائر وبقوة وخاصة بعد ان اختلفت لهجتهم في الايام الاخيرة واصبحوا يهيئون انفسهم لمباراة فاصلة بعد ان كانوا يؤكدون انهم سيحققون الفوز في قلب القاهرة.
السبب في ذلك يعود إلي الاصابات الكثيرة التي تعرض لها عدد من لاعبي الفريق اضافة إلي عدم الرضا عن مرحلة الاعداد التي تسبق اللقاء في ظل حالة الانقسام بين اقامتها في ايطاليا كما هو حادث حاليا او اقامتها في دولة شبيهة بالمناخ في مصر.
المثير ان الجزائريين وضح عليهم الرعب كلما اقترب موعد اللقاء لدرجة انهم طالبوا الفيفا بالضغط علينا من اجل تحذيرنا من اندلاع اي اعمال عنف او احتكاك بلاعبي الجزائر.
وفي ذلك الاطار قال عضو بارز في مجلس إدارة اتحاد الكرة إن الأجهزة الأمنية وضعت خطة محكمة لتأمين المباراة ولاسيما في ما يتعلق بحماية السيدات والفتيات اللائي سيحضرن لمشاهدة اللقاء
وأكد المصدر حسب تقارير صحفية. أن هناك رغبة قوية لدي الجبلاية في التقليل من حضور النساء والفتيات بقدر المستطاع. نظراً لحاجة الفريق المصري إلي تشجيع قوي طوال المباراة. وليس بسبب المخاوف من حدوث اشتباكات بين مشجعي الفريقين. §§وفي الوقت نفسه نحن لا نستطيع منع النساء من الحضور. كما أننا وضعنا مدرجات خاصة للمشجعين الجزائريين منعاً لأي اشتباكات قد تحدث. وحتي نعطي الجزائريين فرصة أكبر في التعبير بحرية عن تشجيع فريقهم§§.
وأوضح المصدر أن الخطة يشرف عليها مدير أمن القاهرة بنفسه نظراً لأهمية هذه المباراة وما سبقها من حرب كلامية.
وتشمل الخطة منع التزاحم والتكدس في المدرجات وتنظيم عملية الدخول إلي ملعب القاهرة بصورة تنظيمية دقيقة.
من ناحية اخري قرر الجهاز الفني للمنتخب المصري منع لاعبي الفريق من استخدام اجهزة الكمبيوتر المحمول ¢اللاب توب¢ واجهزة التليفون المحمول ¢الموبايل¢ اثناء المعسكر المغلق الذي ينطلق بداية من اليوم بمدينة اسوان استعدادا للقاء الجزائر.
الغريب ان تعنت الجزائريين معنا وصل إلي حد موافقة إدارة ابروتيل المطار "موفنبيك سابقا" علي طلب بعثة المنتخب الجزائري. بإلغاء حجز أحد الأفراح كان مقررا إقامته يوم الجمعة المقبل وطالبت البعثة إدارة الفندق لدي علمها بإقامة أحد الأفراح في الـ 13 من نوفمبر الجاري. بضرورة تأجيل الفرح. حتي لا يكون سببا في تشتيت لاعبي المنتخب الجزائري قبل مواجهة منتخبنا الوطني في اليوم التالي. وما كان من إدارة الفندق إلا أن ألغت حجوزات العرس!!
يأتي ذلك في الوقت الذي انهالت فيه الوعود علي اتحاد الكرة بدفع مكافآت كبيرة من رجال الاعمال للاعبين في حالة تأهلهم للمونديال ويتردد ان اجمالي هذه المكافآت قد يتعدي 40مليون جنيه بخلاف ما سيحصل عليه اللاعبون من المجلس القومي للرياضة وقد يصل اجمالي ما سيحصل عليه كل لاعب اكثر من ثلاثة ملايين جنيه.
السبت نوفمبر 07, 2009 12:41 am
