مدرب وطني بعد عقود من السيطرة الأجنبية، خطة جديدة على الكرة المصرية، وفريق يتجدد معتمدا على شبابه، ومع ذلك يهاجمه البعض رغم تصدره للمسابقة.
انقلبت الدنيا على حسام البدري المدير الفني للأهلي بعد فقدان الفريق للنقطة السابعة منذ بداية الدور الثاني واتهمه البعض بأنه المتسبب في "انهيار" الأهلي.
فرغم اهتزاز الفريق في الدور الثاني وتراجع النتائج، إلا أنني لا أجد مبررا لتسمية مجرد فقدان النقاط بالانهيار خاصة أن الفريق مازال يتصدر الدوري.
لنعود للبداية، عندما أعلن الأهلي عن اختيار البدري لتولى قيادة الفريق خلفا لمانويل جوزيه عقب اعتذار نيلو فينجادا ظن الجميع أن الفريق في طريقه للتنازل عن عرشه.
فتولي مدرب وطني قليل الخبرة لقيادة فريق بحجم الأهلي عقب سنوات من القيادة الأجنبية ليس أمرا سهلا، خاصة أن الفريق وضح حاجته الشديدة للإحلال والتجديد بعدما "فلت" بالدوري الموسم الماضي.
تحدى البدري الجميع خاصة بعدما أصر على طريقة لعب جديدة رغم النتائج الضعيفة في فترة الاعداد، ودخل الموسم معتمدا على العديد من اللاعبين الشباب في الفريق الذي وصفه الجميع في الموسم الماضي "بالعواجيز".
قدم الأهلي مستوى مبهر في الدور الأول وتصدر المسابقة بجدارة، وأشاد الجميع بتجربة المدير الفني المصري، ولكن مع تراجع النتائج حمله البعض المسؤولية منفردا دون منطق.
فالبدري لا يتحمل المسؤولية منفردا، فالإصابات تلاحق نجوم الفريق، والشباب غير قادر على تحمل ضغط المنافسة في كل الفترات ويحتاجون لمزيد من الخبرة.
فالبدري لا يتحمل المسؤولية منفردا، فالإصابات تلاحق نجوم الفريق، والشباب غير قادر على تحمل ضغط المنافسة في كل الفترات ويحتاجون لمزيد من الخبرة.
وعندما توقف الدوري شارك خمسة من لاعبيه الأساسيين مع المنتخب في كأس الأمم الإفريقية بخلاف غياب أبو تريكة منذ مواجهة الجزائر ليفتقدهم ليس فقط في الإعداد بل بسبب الإرهاق والإصابات عقب عودتهم باللقب.
فغيابات النجوم تؤثر على أي فريق على مستوى العالم مهما كان قوته، ومتابعي الكرة الأوروبية يعلمون جيدا تأثير غياب ليونيل ميسي عن برشلونة أو ديديه دروجبا وواين روني عن تشيلسي ومانشستر يونايتد.
الأمر الثاني، يعود إلى قوة المسابقة فبعد اعتراف الجميع بتطور الدوري المصري وصلابة أغلب الفرق وعدم سهولة المواجهات، عاد البعض لانتقاد البدري بسبب فقدان النقاط رغم أنه أمر طبيعي في أي دوري "محترم".
فتشيلسي متصدر الدوري الإنجليزي خسر أربع مباريات وتعادل في مثلهم حتى الآن، وبرشلونة متصدر إسبانيا خسر مباراة وتعادل في أربعة، وإنتر ميلان خسر في مباراتين وتعادل في سبعة في الدوري الإيطالي.
ورغم ذلك لم توجه سهام النقد لمدربي تلك الفرق لأن الجميع في أوروبا يقدر متصدر الدوري مهما كان، ويحاسب المدرب عقب نهاية الموسم طالما ظل في دائرة المنافسة.
فيجب أن يعلم الجميع أن خسارة النقاط أمر منطقي في كرة القدم، والمدير الفني لا يتحمل المسؤولية وحده خاصة إذا كان في أولى مواسمه مع الفريق ومازال يتصدر المسابقة وينافس على الباقيين.
ملحوظة أخيرة: جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة حقق بداية ضعيفة للغاية بالفوز في مباراة من أصل أربع في بداية توليه المسؤولية الموسم الماضي، وحصد جميع البطولات في النهاية.